الخميس، ديسمبر ٢١، ٢٠٠٦

شيخ الدين وسماحته

:قال
- " اعلم - هداك الله - أن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم فاحذر نزغ الشيطان , إنه كان للإنسان عدوا ً مبينا " .
- " إذا كان يجري مجرى الدم لماذا لا يظهر في التحاليل ؟ هل سمعت عن طبيبٍ يقول لمريضه : للأسف الكوليسترول عندك مرتفع وفيه اباليس في دمك ؟ " .
:رمقني مولانا بنظرة ازدراء ثم قال
- " ما أثقل طينتك و أبثرك وما أكثر هذرك ومذرك وحبك للجدل والتميلح قبحك الله فو الله ماعهدتك إلا مجادلا ً محبا ً للغريب من الكلام أرعنا ً مستهترا ً لئيما ً أسود القلب والشفتين من فعل التتن , طويل اللسان , متحاذقا ً , لا تترك كلمة ً تمر إلا تشعلقت بها , ولا سالفة تتم إلا تعلقت بها كما يتعلق القراد بالإبل ولولا طمعي بالأجر من الله لكنت طردتك من مجلس ذكري هذا شر طردة , كي لا تفسد عقول باقي الغلمان - التي هي فاسدة ٌ من قبل - أي لاتزيدها فسادا ً . ووالله مذ رأيتك حافّا ً شاربك و مسكسكا ً لحيتك وحالقا ً شعرك قصة فرزاتشي ذلك الإيطالي المأبون الذي مات عسى أن يهوي في جهنم وبئس المصير وعسى أن تنتهي موضته وتفلس ازياءه وتجارته حتى غدت قذلتك كتيس ٍ ثني ّ و إني لعالم ٌ بأنك فاسد النية والطوية , فلا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل " .

عاد يلتقط أنفاسه ويهديء من روعه ويجرع من ( غضارة ٍ ) كانت بجانبه فيها حليب اظنه من حليب الغنم وفي قول ٍ آخر هو المراعي - والله أعلم - فيبل حلقه ويتجشأ و يكمل كلامه بعينين يكاد أن يسيل منهما الدمع من خشية الله بجبهته التي طبع عليها السجود أثرا ً لايمحى وهالة من نور احاطت بوجهه كأن الملائكة تطير من حوله , خافضا ً رأسه تواضعا ً لله :
- " اعلموا أن حسنة ً واحدة خير ٌ لابن آدم من حمر النعم ....... "
:قاطعته ببراءة
- " وما حمر النعم يا مولانا ؟ " .
- " حمر النعم هي الإبل الحمر " .
- " تقصد البنية ؟ أو البيج ؟ لأنه حسب علمي لا يوجد إبل حمر الا إذا ذهبت بها لمحلات الغرابي كي يصبغها بلون قرمزي يذيب القلوب , ثم من قال لك أن الجمال الحمر تغرينا ؟ ولو قلت فيراري أو بي أم دبليو أو لكزسا ً لؤلؤيا ً كأنه ثنايا نيكول كيدمان لكان ذلك أقرب للصواب " .

نظر لي عندها بعينين يتطاير منهما الشرر وصرخ وقد تطاير الزبد من شدقيه واللعاب من فمه حتى غسل وجه أقرب الصبية إليه - غير عامدٍ معاذ الله - وقد اسودّ وجهه وتطايرت الملائكة التي كانت تحلق على رأسه خوفا ً من هيئته ( التي لو رآها هيتشكوك ملك أفلام الرعب لتاب عن إنتاج الأفلام ) .... وصرخ بصوت ٍ أجش ٍ ّ , أبحّ ٍ , مجلجل ..قائلا ً :
- " رُب ّ كلمة ٍ ألقت بصاحبها في جهنم سبعين خريفا ً يا قليل الأدب والعقل , أما تستحي ؟ لا أقول كلمة ً إلا رأيتك ناشبا ً في حلقي كغراب البين أبو ذنبين ؟ فخيرك الله بين أمرين : إما ان تنثبر لتسمع ما عساه أن يهدي بصيرتك - ولا أظن ان مثلك يفيد فيه الوعظ لو استمع ألف ألف عام ٍ إلا قليلا - .... أو أن تريني عرض منكبيك فلا أرى وجهك المليح مرة ً أخرى " .....( وكان مولانا يحب الجمال والملح والقبلة ويقدّر الطخمان من الغلمان لأنه كما كان يقول يحب أن يرى عظمة الخالق وحسن صنعته في الوجوه البهية والخشش المليحة ) .

فقمت من عنده لئلا يزيد غضبه فيطردني من مجلسه للأبد و أخسر بركات مجالسته عازما ً على أن أعود إليه في يوم ٍ آخر بعد أن تهدأ جنونه ويسقط ما برأسه من نعرة الغضب .
__________________

هناك ٤ تعليقات:

KuwaitVoice يقول...

happy new year

Mozart يقول...

قصه روعه و كل سنه و انت طيب

حنطفيس يقول...

kuwait voice

mozart

وانتم بخير وصحه وسلامه وشكرا لمروركم

white tulip يقول...

funny wayed